أقيمت ورشة عمل “صناعة الأفلام المستقلة” في متحف السينما الإيرانية بحضور “سيرجي دفورتشوفي” المخرج والمنتج الكازاخستاني.
وبحسب تقرير العلاقات العامة لمتحف السينما، قال سيرجي دفورتشوفي في مستهل كلامه: بدأت مسيرتي المهنية بصناعة الأفلام الوثائقية وبعد ذلك دخلت مجال السينما الخيالية. في عا 2008، فزت بجائزة مهرجان كان السينمائي، وفي عام 2018 كنت حاضر في القسم السينمائي الرئيسي في مهرجان كان السينمائي، وحصل فيلمي على جائزة أفضل ممثل للسينما الاجنبية في هذا المهرجان. أخطط لعمل فيلم جديد يتعلق بالعصور الوسطى وأحد الشخصيات الرئيسية فيه إيراني.
ولفت إلى أن طريقتي في العمل في صناعة الأفلام تختلف عن الآخرين، وتابع: أنا شخصياً أكتب سيناريوهات أعمالي وأهتم بالإنتاج والإخراج. والفرق الرئيسي بين أسلوبي في العمل وغيره هو أنني أقوم دائما بتغيير السيناريو وفقا للبيئة وطبيعة الممثلين وخصائصهم؛ بحيث أنه عند انتهاء التصوير، يتم تغيير 80% من النص الأصلي. يعود السبب في ذلك إلى خلفيتي الوثائقية واهتمامي بالرسم الواقعي.
وأضاف: في كازاخستان وروسيا، يتم إنتاج الأفلام بطريقتين، ولكل منهما تقنية مختلفة. ما أفعله هو الطريقة التقليدية ويختلف بشكل أساسي عن الإنتاج الصناعي. أحاول الحصول على فهم كامل للعوامل التي تدخل في إنتاج أفلامي. في إنتاجات السينما الصناعية، السرعة مهمة جدا، ولكن من وجهة نظري، الجودة أكثر أهمية، لذلك أقضي الكثير من الوقت في التحدث مع الخبراء.
وتابع: قمنا بتشكيل مجموعة صغيرة من حوالي 15 شخصا من الوكلاء والممثلين للحديث عن العمل مع بعضهم البعض وسبب العدد القليل هو أن التنسيق أسهل.
وأكمل: إن الطريقة التي يتم بها تغيير السيناريو أثناء التصوير صعبة ومعقدة للغاية، لكني أستخدم هذه الطريقة بوعي. من الصعب جدًا تغيير السيناريو في الوقت الحالي، لكنه يعطي حياة أكبر للفيلم.
وأضاف، قائلاً إن المشكلة الرئيسية للسينما هي أنها تستخدم الفن والأعمال معا: النشاط الفني يتطلب قضاء الوقت، لكن الأموال الاقتصادية للسينما لا تسمح أحيانا بذلك للمخرج. يقوم طاقم أفلامي بإعداد أنفسهم للتغييرات اللحظية. قبل أن أبدأ في صناعة الفيلم، أقوم بتصوير السيناريو بكاميرا صغيرة حتى تتوفر لدي نسخة منه. والسبب هو أنني أريد أن أعرف كيف ينبغي أن تتحول “الكلمة” إلى “صورة”، لأن كل واحدة منها لها طاقات مختلفة.
وذكر هذا المخرج أنه يبحث عن أسلوب فيه طبيعة السينما، وقال: هناك شيء في الصورة لا تستطيع الكلمات والكتابات نقله. يجب أن يكون صنع نسخة طبق الأصل سريعا ورخيصًا حتى يتمكن المخرج من صنعه باستخدام ممثلين هواة. باستخدام النموذج، يمكنك فهم عملية نقل الطاقة من بداية الفيلم إلى نهايته ويمكنك تغييرها كيفما تريد.
وقال: عندما يحدث التصوير الرئيسي ويحدث شيء طبيعي، أرحب به وأغير السيناريو لأنني أؤمن أن الحياة يجب أن تستمر في السينما. بالنسبة لي، الطبيعة ليست مجرد خلفية، ولكنها تؤثر على الصورة بأكملها. هذه العملية معقدة وصعبة للغاية لأن كل شيء يمكن أن يتغير في لحظة وهذه المشكلة تجعل التنسيق صعبا. في مشاريع الاستوديو، كل شيء يجب أن يحدث وفقًا لجدول زمني معين، لكن في السينما الخاصة بي، لا يوجد شيء مؤكد ويمكن أن يستغرق الأمر وقتًا طويلاً لصنع فيلم.
وذكر أن المشكلة الأساسية للسينما العالمية هي أنه لم يعد هناك وقت كافي لصناعة الأفلام، وتابع: أنا أكافح دائما من أجل الحصول على المزيد من الوقت لإنتاج الأفلام. وسرعان ما أدركت مدى اهتمامي بالسينما الوثائقية، لأنني ذهبت إلى مدرسة السينما الوثائقية. التحدي الرئيسي بالنسبة لي في الأفلام التي أصنعها هو أن أتمكن من العثور على الحياة الحالية في الفيلم. من المستحيل أن نفهم متى وأين توجد اللحظات التي يجب التقاطها، ولهذا السبب، يجب على المرء دائمًا التحلي بالكثير من الصبر في عملية صناعة الأفلام. عندما أصنع فيلماً وثائقياً، أقضي أسبوعين مع موضوعاتي، وعندما أتعرف عليهم، أنتظر مع كاميرا جاهزة لتصوير الفيلم.
وقال دفورتشوفي أيضًا عن السينما الإيرانية: أشاهد الكثير من الأفلام الإيرانية لأنني أشعر بأنني قريب جدًا من المخرجين الإيرانيين. سبب اهتمامي بالسينما الإيرانية هو أن الأفلام الإيرانية تعرض مواقف عالمية، مثل عباس كيارستمي وأصغر فرهادي والعديد من المخرجين الآخرين. في كل مهرجان، أشاهد أفلاما روائية ووثائقية إيرانية ذات جودة عالية. أقوم حاليا بإجراء بحث حول ثقافة وتاريخ الشعب الإيراني خلال العصر الصفوي، لأن إحدى الشخصيات في الفيلم الذي أخطط لتصويره هي إيرانية. أدعو أصدقائي دائمًا لمشاهدة الأفلام الإيرانية، لأن نافذة جديدة تفتح لهم.