وصل مهرجان فجر السينمائي الثاني والأربعين، إلى محطته الأخيرة، وترك آثاره في النفوس، وبقيت الآراء التي تحكي عن الأفلام المشاركة فيه، أما الذين كان لهم دور خاص في هذا المهرجان، هم أعضاء لجنة التحكيم، حيث قاموا بمشاهدة الأفلام والنقاش حولها لإعلان الفائزين، ومن الأقسام المهمة في القسم الدولي بالمهرجان كان قسم المقاومة، ومن أعضاء لجنة التحكيم فيه، المخرج والنائب بالبرلمان السوري “وليد درويش” الذي أخرج العديد من الأفلام القصيرة وشارك في العديد من المسلسلات، فاغتنما الفرصة في أيام إقامة المهرجان وأجرينا حواراً معه، وفيما يلي نص الحوار:
حيث قال الأستاذ “وليد درويش” حول السينما الإيرانية: اليوم نحن لا نستطيع أن نقيّم السينما الإيرانية، لأن السينما الإيرانية تاريخ، نحن نعطي رأينا في السينما الإيرانية، ومهرجان فجر من أهم المهرجانات في المنطقة والشرق الأوسط، ولولا العقوبات الظالمة المفروضة على ايران للأسف الشديد بكل القطاعات حتى القطّاع الثقافي، ورغم ذلك رأينا أن مهرجان فجر السينمائي هو من المهرجانات الأولى على مستوى العالم، وذلك لعدة اعتبارات، منها الإعتبارات الإحترافية في التعامل مع الضيوف ولجان التحكيم، ومع المشاركين والأفلام، الإعتبار الثاني والمهم هو أن هذا المهرجان، مهرجان إبداعي، يحاول دائماً الإستكشاف في الإبداع، والذي لفت نظري في مهرجان الفجر أيضاً، هو السوق الذي كان يرافق المهرجان، بحضور شركات الإنتاج أو صناعة الأفلام، يعني حتى في الدول المتقدمة في مجال السينما، لا تقوم بمثل هذه الخطوة بهذا الشكل، هنا في مهرجان فجر تستطيع ان تزور السوق، وتتفق مع أي أحد تريد وهو متواجد، وبما يخص تطور هذا المهرجان، فيه تطور ولكن للأسف الشديد هناك عقوبات تحد من انتشار هذا المهرجان بشكل كبير، برغم أن هذه السينما تتكلم عن 32 دولة مشاركة وهذا رقم كبير، رقم لا تتحمله دول عظمى في مجال السينما، تحكي عن البنود والقيود، الهند أقامت قبل فترة، تقريباً أقل من شهر، مهرجان “مومباي” العالمي، والدول التي شاركت فيه كانت 12 دولة فقط، والأفلام المستقطبة في المهرجان كانت أفلام مهمة وعظيمة.
و قال “درويش”: تطور المدرسة الإيرانية يختلف عن تطور المدرسة العربية، يعني اليوم البلدان العربية التي تعمل سينما ولها تاريخ في السينما هي دولتان عملوا بالسينما في البدايات، وهما سوريا ومصر، يعني هما أقدم الدول التي عملت في الفيلم، في سوريا تجد أول فيلم سينمائي عام 1926 ، وتم عرض اول فيلم سينمائي في مدينة حلب، وبالتالي تاريخ السينما كبير، ومتزامن مع مصر، وأنا أقول هذا الكلام حتى في سوريا ومصر، السينما الإيرانية ما وقفت عند الحد المعين، السينما الإيرانية ذهبت باتجاه أن تعمل لها مدرسة خاصة بها تُدرّس، واليوم فعلاً جامعات ايران تدرّس هذه المدرسة، وهذا المنهاج، نحن للأسف، أحد أسباب تراجع السينما عندنا هو حالة الحرب الإرهابية التي تعرّضت لها سوريا، حالة الدمار ودمار البنى التحتية التي تعرضت لها سوريا، مصر اليوم ذهبت باتجاه السينما التجارية أكثر من السينما الفكرية، التي تقدّم محتوى فكريا وثقافيا وأدبيا.
وأضاف: أنا شاهدت أفلاما لمخرجين ايرانيين ولا يوجد أي فيلم عبثي، رغم أنه في بعض الأحيان، الأفلام العبثية تكون بحد ذاتها فن، ولكن أنا شاهدت أفلاما مدروسة من أداء ممثل وحركة كاميرا، إلى إضاءة وإلى ملابس وديكور، كل هذه التفاصيل، هي تفاصيل موجودة في هذه الأفلام، لكن كما قلت المدرسة الإيرانية ذهبت باتجاه التطور والتقدم، وتبنّي الفكر الابداعي لدى الشباب على عكس بعض الدول العربية التي تراجعت لعدة أسباب، منها ظروف الحرب ومنها أنها تريد ان تذهب باتجاه السينما التجارية التي نسميها العبثية وهي مجرد حشو كلام.